القائمة الرئيسية

الصفحات

روائع عنترة بن شداد

اقدم لكم هذه القصائد لعنتره وهي جميله جدا وانا احب ترديدها دائما وعسى ان تنال اعجابكم

1- إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ





إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي *
* طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ

وَذَكَّرَنِـي قَومـاً حَفِظـتُ عُهودَهُـم*
* فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهـدي

وَلَـولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ*
* لَمَا اختَرتُ قُربَ الدَّارِ يَوماً عَلى البُعدِ

مُهَفهَفَـةٌ وَالسِّحـرُ مِـن لَحَظاتِهـا*
* إِذا كَلَّمَت مَيتـاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ

أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِندَ غُروبِهـا*
* تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعـدي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ أَلا اسفِـري*
* فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِـي السَّعـدِ

فَوَلَّـت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا*
*وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ

وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا*
*كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ

تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن*
*عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِـي الغِمـدِ

مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا*
*مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ الـقَـدِّ

يَبيتُ فُتاتُ المِسـكِ تَحـتَ لِثامِهـا*
*فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ الـنَـدِّ

وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا*
* فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ

وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّـمَـت*
* مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ

شَكا نَحرُهـا مِـن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً*
* فَواحَرَبا مِـن ذَلِـكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ

فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يـا ابنَـةَ مالِـكٍ*
* بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَـمِ الصَّـدِّ

سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمـي*
*وَأَجرَعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ المَلا وَحدي

وَحَقِّـكِ أَشجانِـي التَباعُـدُ بَعدَكُـم*
*فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِـن بَعـدي

حَذِرتُ مِـنَ البَيـنِ المُفَـرِّقِ بَينَنـا*
* وَقَد كانَ ظَنِّـي لا أُفارِقُكُـم جَهـدي

فَإِن عايَنَت عَينِي المَطايـا وَرَكبُهـا*
*فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَـةَ الخَـدِّ


2- رَمَت الفُـؤَادَ مَلِيحَـةٌ



رَمَت الفُـؤَادَ مَلِيحَـةٌ عَـذْرَاءُ
بِسِهَـامِ لَحْـظٍ مَالَـهُـنَّ دَوَاءُ

مَرَّتْ أَوَانَ العِيدِ بَيْـنَ نَوَاهِـدٍ
مِثْلَ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَـاءُ

فَاغْتَالَنِي سَقَمِي الَّذِي فِي بَاطِنِي
أَخْفَيْتُـهُ فَـأَذَاعَـهُ الإِخْـفَـاءُ

خَطَرَتْ فَقُلْتُ قَضِيبُ بَانٍ حَرَّكَتْ
أَعْطَافَهُ بَعْدَ الجَنُـوبِ صَبَـاءُ

وَرَنَتْ فَقُلْتُ غَزَالَـةٌ مَذْعُـوَرةٌ
قَدْ رَاعَهَا وَسْطَ الفَـلاةِ بَـلاءُ

وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ لَيْلَـةَ تِمِّـهِ
قَدْ قَلَّدَتْـهُ نُجُومَهَـا الجَـوْزَاءُ

بَسَمَتْ فَلاحَ ضِيَاءُ لُؤْلُؤِ ثَغْرِهَا
فِيْهِ لِـدَاءِ العَاشِقِيـنَ شِفَـاءُ

سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّهَـا فَتَمَايَلَـتْ
لِجَلالِهَـا أَرْبَابُنَـا العُظَـمَـاءُ

يَاعَبْلَ مِثْلُ هَوَاكِ أَوْ أَضْعَافُـهُ
عِنْدِي إِذَا وَقَعَ الإيَاسُ رَجَـاءُ

إِنْ كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فَإِنَّنِـي
فِـي هِمَّتِـي لِصُرُوفِـهِ إِزْرَاءُ

3- دُمُوعٌ فِي الخُدُودِ لَهَا



دُمُوعٌ فِي الخُدُودِ لَهَا مَسِيـلُ
وَعَيـنٌ نَوْمُهَـا أَبَـداً قَلِيـلُ

وَصَـبٌّ لا يَقِـرُّ لَـهُ قَـرَارٌ
وَلا يَسْلُو وَلَوْ طَـالَ الرَّحِيـلُ

فَكَـمْ أَبْكِـي بِإبْعَـادٍ وَبَيْـنٍ
وَتَشْجِينِي المَنَازِلُ وَالطُّلُـولُ

وَكَمْ أَبْكِي عَلَى إلْفٍ شَجَانِـي
وَمَا يُغَنِّي البُكَاءُ وَلا العَوِيـلُ

تَلاقَيْنَا فَمَـا أَطْفَـى التَّلاقِـي
لَهِيبـاً لا وَلا بَـرَدَ الغَلِـيـلُ

طَلَبْتُ مِنَ الزَّمَانِ صَفَاءَ عَيْشٍ
وَحَسْبُكَ قَدْرُ مَا يُعْطِي البَخِيلُ


4- سَلا القَلبَ عَمَّا كَانَ يَهْوَى



سَلا القَلبَ عَمَّا كَانَ يَهْوَى وَيَطْلُبُ
وَأَصْبَـحَ لا يَشْكَـو وَلا يَتَعَـتَّـبُ

صَحَا بَعْدَ سُكْرٍ وَانْتَخَى بَعْـدَ ذِلَّـةٍ
وَقَلْبُ الَّذِي يَهْوَى العُلَـى يَتَقَلَّـبُ

إِلَى كَمْ أُدَرِاي مَـنْ تَرِيـدُ مَذَلَّتِـي
وَأَبْذِلُ جَهْدِي فِي رِضَاهَا وَتَغْضَـبُ

عُبَيْلَـةُ أَيَّـامُ الجَـمَـالِ قَلِيـلَـةٌ
لَهَـا دَوْلَـةٌ مَعْلُومَـةٌ ثُـمَّ تَذْهَـبُ

فَلا تَحْسَبِي أَنِّي عَلَى البُعْـدِ نَـادِمٌ
وَلا القَلْبُ فِي نَارِ الغَـرَامِ مُعَـذَّبُ

وَقَدْ قُلْتُ أَنِّي سَلَوتُ عَـن الهَـوَى
وَمَن كَانَ مِثْلِي لا يَقُـولُ وَيَكْـذِبُ

هَجَرْتُكِ فَامْضِي حَيْثُ شِئتِ وَجَرِّبِي
مِنَ النَّاسِ غَيْرِي فَاللَّبِيبُ يُجَـرِّبُ

لَقَدْ ذَلَّ مَنْ أَمْسَى عَلَى رَبْعِ مَنْـزِلٍ
يَنُوحُ عَلَى رَسْـمِ الدِّيَـارِ وَيَنْـدبُ

وَقَدْ فَازَ مَنْ فِي الحَرْبِ أَصْبَحَ جَائِلاً
يُطَاعِـنُ قِرْنـاً وَالغبَـارُ مُطَنِّـبُ

نَدِيمِي رَعَاكَ اللهُ قُمْ غَنِّ لِي عَلَـى
كُؤُوسِ المَنَايَا مِنْ دَمٍ حِيْنَ أَشْـرَبُ

وَلا تَسْقِنِي كَـأْسَ المُـدَامِ فَإِنَّهَـا
يَضَلُّ بِهَا عَقْلُ الشُّجَـاعُ وَيَذْهَـبُ


المصدر:

http://www.yemenm7bh.com

تعليقات