القائمة الرئيسية

الصفحات


ولا يوم الطين يا رُمَيْكِيَّة الهوى 

هو مثل عربي قديم يضرب حين يواجه المرء موقفا فيه نكران للجميل وخاصة من النساء إذا جحدن حقه وإحسانه، وقصته أن المعتمد بن عباد آخر ملوك بني عباد في الأندلس كان متزوجا من جارية اسمها ( اعتماد الرُّمَيْكِيَّة ) وكان يحبها حبا جما ويعاملها برفق ولين ويحرص على إرضائها وتلبية جميع رغباتها، وذات يوم أطلَّت من شرفة القصر فرأت القرويّات يمشين في الطين فاشتهت أن تمشي هي أيضاً فيه وحدثت زوجها بذلك فخاف على قدميها أن يمسها الطين.

ألحت اعتماد عليه فأمر الملك أن يُؤتى بالمسك والعنبر وأنواع الطِّيب المختلفه فطُحِنَت وصُبَّتْ في صالة القصر، ثم أمر أن يأتوا بماء الورد ويصبوه على الطيب ثم عُجِنَتْ بالأيدي حتى أصبحت كالطين، وعندئذ جاءت اعتماد مع جواريها تتهادى بينهنّ فخاضت بقدميها فيه، علما أن أثمانه بلغت آلاف الدنانير، وحققت رغبتها ومشت في الطين.

مرت الأيام حتى وقع خلاف بينها وبين زوجها فسمعت منه كلمه أغضبتها فنظرت اليه وقالت له : والله ما رأيت منك خيراً قط، فقال لها المعتمد:  ولا يوم الطين؟

فاستحتْ واعتذرت وهو مصداق قول نبينا عليه الصلاة والسلام في حق النساء : ( لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط )



تعليقات