القائمة الرئيسية

الصفحات


...الصداقة كنز
إن أعظمَ كنزٍ في هذه الحياةِ هو صداقةٌ تدومُ دوامَ العمرِ دونَ تبدّلِ وتبقى شعورا فيهِ حب وبهجة ومصدرَ إلهامٍ وأعذبَ منهل. 

لقد كانت علاقة أسلافنا مع بعضهم البعض كالعلاقة بين العين واليد، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد، والناظر في سيَر الصحابة الكرام يدرك هذا المعنى جيدا، كانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. 

وحتى في الجاهليّة كانت علاقة أبناء القبيلة الواحدة متينة لدرجة أن الكثير منهم صاروا أخلّاء لبعضهم البعض يتعاهدون على عدم إخفاء السر، وعلى المضي لكل مكان مع بعضهم، وإن قُتِل أحدهم لا ينامون على ثأره، ولا يساومون على دمه. 

هكذا تكون الصداقة إذا بنيت على نيّاتٍ صافية وخَلَتْ من الغدر المبطن، أما من أضمرَ الغدر وبَيّتَ الشر فهذا خير له أن يُظهِر عداوته، فعدوٌّ ظاهر ذو مروءة خيرٌ من صديقٍ إمَّعةٍ منافق يظهر ما لا يخفي. 

( فَإمَّا أنْ تكونَ أخي بحَقٍّ 
                  فَأعرِفَ منكَ غَثِّي أوْ سَمينِي) 
( وإلَّا فَاطَّرِحْنِي وَاتَّخِذْنِي 
                           عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وَتَتَّقِينِي ) 



تعليقات